yassineaitaddi المدير العام
عدد الرسائل : 164 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 18/12/2006
| موضوع: المكتبة العباسية بالبصرة الأحد يناير 28, 2007 9:24 am | |
|
هي مكتبة عائلية خاصة بأسرة آل باش أعيان العباسية، وهي تضم مجموعة من الكتب المخطوطة والمطبوعة، إضافة إلى الدوريات العلمية والأدبية المطبوعة بعدة لغات ومن بين هذه الكتب والمخطوطات بعض من أقدم وأندر الكتب المخطوطة والمطبوعة بالعالم.
الأسرة والمكتبة العباسية (نبذة تاريخية): تنحدر الأسرة العباسية من بيت شريف عريق النسب والتاريخ، فيعود نسب هذه الأسرة إلى عامود خلفاء بني العباس الذين حكموا الدولة الإسلامية العباسية في بغداد وسامراء حيث يتصل نسبها بجدها الأعلى العباس بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ومنه بولده حبر الأمة عبدالله بن العباس الجد الأعلى لكل الخلفاء العباسيين.
وقد أسس البيت العباسي بالبصرة والمعروف اليوم ببيت آل باش أعيان جدهم الأعلى الأمير هاشم بن الخليفة المستضئ بالله العباسي ، وذلك في أواخر القرن السادس الهجري ، أي قبل سقوط الخلافة العباسية على أيدي التتار ومقتل أخر الخلفاء العباسين المستعصم بالله ، الخليفة العباسي السابع والثلاثين بحوالي مائة عام ، وتعود بداية المكتبة العباسية على الأرجح إلي المخطوطات التي بدأ بنقلها من بغداد إلى البصرة جد الأسرة العباسية الأعلى والمؤسس لها في لبصرة ، الأمير هاشم بن المستضيء بالله العباسي الخليفة الثالث والثلاثين . حيث استقطع الأمير هاشم وبعض أخوته من الأمراء العباسيين بعض الأملاك الزراعية والعقارية في البصرة على عهد الخليفة المستضيء بالله ويبدو أن بعض هؤلاء الأمراء العباسيين من الجدود المباشرين الأوائل للأسرة قد قاموا بنقل مجموعة من الكتب المخطوطة أما قبل اجتياح هولاكو وجنده لبغداد أو بعده بفترة قصيرة حيث تنص بعض الروايات على نقل هؤلاء الأمراء العباسيين قد قاموا بنقل بعض هذه الكتب من بغداد بصناديق خشبية على ظهور الزوارق النهرية بعد الدمار الذي حل ببغداد بعد سقوطها بأيدي التتار وإذا صحت هذه الروايات فإن هذه الكتب هي النواة لما أصبح يعرف فيما بعد بالمكتبة العباسية في البصرة.
ومهما يكن فقد أشتهر عن هذه الأسرة بنشاطها الفكري والعلمي وشغفها الشديد بالكتب والأدب وحرصها على اقتناء وجمع الكتب والمحافظة عليها على مر العصور.
المكتبة ومحتوياتها: لقد خصصت الأسرة للمكتبة غرفة في ديوان دارها التي شيدت قبل ثمانين عاما في البصرة على الطراز التقليدي الإسلامي.
وتضم المكتبة الآن أكثر من أحد عشر ألف كتاب ، ومنها ما يقرب من ألف وخمسمائة كتاب مخطوط ، والباقي كتب مطبوعة إضافة إلى الدوريات والرسائل العلمية والأدبية . منها القديم والمعاصر بشتى اللغات.
أقدم المخطوطات: لعل أقدم المخطوطات الموجودة في المكتبة العباسية هو كتاب "الإيضاح في الوقف والابتداء " الذي خطة بدون تنقيط، الخطاط طاهر بن عبدالكريم بن الخضر الخضيري الأنصاري في دمشق بخط جلي وأكمله بتاريخ 3/11/540هـ.والكتاب من تأليف أبي بكر بن محمد بن القاسم بن الأنباري البغدادي اللغوي، المتوفى عام 328هـ ويعتبر هذا المخطوط أقدم نسخة خطية غير منقطة معروفة في العالم .
ويأتي كتاب "العيون والنكت في تفسير القرآن " للماوردي ثانيا من حيث القدم والذي يرجح أن خطه كان على يد الخطاط المشهور في زمانه (ياقوت المستعصمي) والذي عاش في القرن الخامس الهجري.و يوجد في المكتبة العباسية الجزء الخامس فقط من هذا الكتاب، وهو من تأليف أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب البغدادي المتوفى عام 450هـ . وتحمل هذه النسخة ختما خاصا بأميرة عباسية هي أما زوجة أو أخت أو أبنه للخليفة العباسي السابع والثلاثين (المستعصم بالله) آخر الخلفاء العباسيين في بغداد. وهذا الختم الخليفي العباسي مشفوع بعبارة مكتوبة من قبل الأميرة المذكورة تنص على أن الكتاب وقف لا يجوز تبديل ما فيه أو بيعه أو إعطاؤه لغير من وقف لهم أو التصرف فيه بأي شكل من كان ومن يفعل ذالك فقد حلت عليه لعنة الله والملائكة.أما بقية الأجزاء الباقية من هذا الكتاب فهي غير موجودة في المكتبة العباسية ولا يعرف ما إذا كانت موجودة أصلا ، وإذا ما كان الأمر كذلك فما هو مصيرها ، غير أن تحريات رجال الأسرة والباحثين كشفت وجود نسخ متفرقة من الكتاب في مكتبات مختلفة في أنحاء العالم .فقد ثبت وجود نسخة من الجزء الثالث في مكتبة السيد سامي العينتابي في حلب، وأربعة نسخ كاملة (أي نسخة من كل من أجزاء الكتاب في كل من المكتبة الرامغورية في الهند، ومكتبة جامعة القرويين في مدينة فاس بالمغرب ومكتبة قليج علي باشا في اسطنبول ومكتبة جامعة ييل في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن النسخة الموجودة في الجزء الخامس في المكتبة العباسية هي الوحيدة التي تحمل ختم الأميرة العباسية وعبارتها الوقفية المذكورة أعلاه .
ومن المخطوطات القديمة النادرة في المكتبة العباسية شاهنامة شاعر الفرس (الفردوسي) جزءان ، وكتاب "نهج البلاغة" في جزأين لسيدنا الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والذي جمعة وإختارة الشريف الرضي المتوفى عام 406هـ . والنسخة الموجودة في المكتبة العباسية تحمل كتابات لفريق من العلماء أمثال جمال الدين الحسيني السرخسي، وأبي يوسف بن يعقوب بن أحمد وأبي الحسن العسكري. وكذلك تضم المكتبة كتاب "الاكتساب في تلخيص الأنساب " بخط مؤلفه قطب الدين محمد بن خضير الخضيري الشافعي المتوفى عام 894هـ والذي فرغ من تأليفه بتاريخ 12/10/844هـ، وكذلك تضم "ديوان ذي الرمة" ، الذي خطة بأحرف بارزة وحبر صيني ممتاز وبخط غير منقط غيلان عيضة ابن بهنس بن مسعود في أوائل القرن الهجري الثامن وقد كمل الجزء الأول منه عام 695هـ . وهذه النسخة الموجودة في المكتبة العباسية هي ثالث نسخة موجودة في العالم وأما النسختان الأخريان فإحداها موجودة في المعهد الشرقي الروسي في موسكو والثانية في مكتبة جامعة أكسفورد في بريطانيا .
وممن المخطوطات المكتبة أيضا "الإتقان في علوم القرآن " للسيوطي، و"صحيح البخاري" و "صحيح مسلم" و مروج الذهب للمسعودي " و"جمهرة أشعار العرب" " وكليلة ودمنة" لابن المقفع، و"حياة الحيوان" للدميري ،و "شرح مقامات الحريري" و"المستطرف في كل فن مستظرف" للأشهبي المصري الخطيب ، و " وفيات الأعيان" لابن خلكان ، و "أدب الكاتب " لابن قتيبة ، و "مختار الصحاح" للرازي ، و إحياء علوم الدين " للغزالي ، "وديوان المتنبي" و "ديوان أبن الفارض" ، و "ديوان البحتري" و "ديوان أبي نواس" ، و"شرح المعلقات السبع" للزوزني،و"شرح مقصود ابن دريد" و"لامية العرب" و"يتيمة الدهر" للثعلبي ، و" عجائب المخلوقات " للقزويني. وإضافة إلى المخطوطات القديمة النادرة المذكورة، فإن المكتبة تضم مخطوطة حديثة العهد نسيبا لكنها لا تقل ندرة في قيمتها الفنية والأثرية عن مثيلاتها القديمة، ألا وهي نسخة مخطوطة بشكل خاص ومهداة من السلطان العثماني عبدالحميد خان الثاني إلى عميد أسرة باش أعيان العباسيين في البصرة الشيخ عبدالله ضياء الدين بن عبدالواحد الكبير. والمخطوطة هي عبارة عن مصحف بخط الفنان التركي علي تلميذ شيخ الخطاطين في زمانه الحاج عثمان بليقج زاده يوردوردي ، وتاريخ إهداء المخطوطة كان عام 1301هـ .
الكتب المطبوعة : يقدر عدد الكتب المطبوعة في المكتبة العباسية بما يزيد على التسعة آلاف مجلد وكتاب مطبوع، وتشمل الكتب والمجلدات والدوريات والرسائل العلمية والأدبية، ومن هذه الكتب كتب مطبوعة قديما، يعود طباعتها إلى بداية الطباعة في العالم العربي إلى عهد المطابع الحجرية.
الدوريات: تظم المكتبة مجموعات كبيرة من الجرائد والمجلات القديمة، معظمها في مجلدات كاملة من التي صدرت أواخر القرن الميلادي التاسع عشر وحتى يومنا هذا بمختلف اللغات.
ومن هذه الدوريات: جريدة الوزراء و المصباح والتهذيب والبصرة والحقائب وبيروت والأوقات البصرية والثغر ومجلة آخر ساعة والقاهرة .
مؤلفات أفراد الأسرة: لقد ساهم رجال أسرة باش أعيان أنفسهم بنشاط فكري تأليفي على مر العصور، نتجت عنه مجموعة من الكتب المخطوطة والمطبوعة والمقالات المنشورة في الجرائد والمجلات الدورية، ورسائل علمية وأدبية وأراجيز. فكانت أبرز مؤلفاتهم في العلوم الدينية والأدب والشعر والتاريخ وآداب الرحلات والسير والمذكرات والطب.
وأقدم مؤلفات الأسرة هو كتاب " الترغيب والترهيب " لشيخ المشايخ عبدالسلام الثاني بن الوالي عبدالقادر الكبير، المتوفى عام 1035هـ الذي وضعة لملك الهند المغولي أوراتك – زيب ، وقد بلغ مجموع المؤلفات المعروفة لرجال الأسرة على مر العصور خمسة وثلاثون مؤلفا.
خاتمة: إن المكتبة العباسية في البصرة بحق تعد من أقدم وأهم المكتبات العربية ، وقد ساهمت في الحفاظ على التراث الديني والأدبي العربي على مر العصور التي مرت على هذه المنارة المضيئة في سماء الثقافة العربية ، لقد اعتمدنا في مادتنا عن هذه المكتبة على مقالة لدكتور أحمد برهان الدين باش أعيان التي نشرت ضمن دورية عالم المخطوطات والنوادر ، المجلد الخامس العدد الثاني رجب- ذو الحجة 1421هـ الصادر عن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، راجين الله تعالى عموم الفائدة .
منقول للفائدة | |
|