hallou عضو مبتدئ
عدد الرسائل : 6 تاريخ التسجيل : 17/01/2007
| موضوع: مرض السيدا الأربعاء يناير 17, 2007 8:17 am | |
| مرض السيدا (الأيدز) يهدّد العالم العربي الإسلامياعداد حالو هشاملم يتوصّل العلم -إلى حدّ الساعة- إلى إنتاج دواء أو لقاح يقتلع جذور مرض فقدان المناعة، والأدوية المستعملة اليوم لها مفعول لا بأس به يقلّص كمّية الفيروسات في الجسم La charge virale مما يجعل المريض يعيش نسبيا حياة طبيعية على المستوى الصحي مدّة أطول إلا أنه لا يقضي على تلك الفيروسات نهائيا.من ثمّ عزم برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة وجامعة الدّول العربية على تعزيز دور القادة الدّينيين المسيحيين والمسلمين في الأقطار العربية للتباحث فيما يمكن أن يساهم به هؤلاء في مكافحة فيروس فقدان المناعة في ضوء الوضع الثقافي والاقتصادي والدّيني، هذا الفيروس الّذي أصبح يهدّد الملايين في العالم العربي والإسلامي.وبما أني من بلد إسلامي هي تونس فإني سأطرح الموضوع من زوايا ثلاث تتعلّق الأولى بالمرض والثانية بالمريض والثالثة بالعلاقة مع المريض في هذه المحاور : خطورة مرض السيدا.دور المصاب بالمرض.علاقة الأسرة والمجتمع بالمريض.الفرد أن مسألة الوقاية من هذا المرض بقدر ما هي من مشمولات الدّول والجمعيات والهيئات المختصّة ووزارات التربية، فإن هذه المؤسسات والبرامج لا تنجح إلا متى تحمّل الفرد مسؤوليته، وغير سلوكه وتجنّب الممارسات التي تعرّضه للعدوى.تعميم المعلومة على كل النّاس بمختلف شرائحهم وخاصة شريحة متوسطي المستوى التعليمي والأمّيين، ليعلموا المخاطر فيتجنّبوا العدوى.يعدّ الإعلام والتربية الركيزتان الأساسيتان للتوعية ولكنّهما يسجّلان نجاحا أكثر في كفاح المرض متى تظافرت معهما المراكز الصحّية والاجتماعية، والمنظمات النسائية والشبابية في التوعية.توجيه الشباب الفئة الأكثر عرضة للعدوى لإقبالها الملحّ على العلاقات الجنسية، توجيهه إلى ضرورة تعلّم قواعد ممارسة الجنس قبل تطبيقها، ومن اهمّ قواعدها التأخير في ممارسته إلى سن الوعي والإدراك.ومن الحكمة أن يقي الإنسان نفس مرض السيدا باتباعه سلوكا مسؤولا لا يمكّنه من :تجنّب العلاقات الجنسية غير الشرعية لأنه تأكّد أن العلاقات الجنسية اللاشرعية من أبرز أسباب الإصابة بالمرض.الاقتصار على قرين واحد والابتعاد عن الممارسة الجنسية مع عدّة أطراف، والاقتصار على شريك واحد من أهمّ وسائل الوقاية.أن يمتنع عن زيارة دور البغاء السرّيأن لا يمارس علاقة جنسية مع شخص يجهل كل شيء عن وضعه الصّحي.عدم الاشتراك في استعمال فرشاة الأسنان وأدوات الحلاقة التي قد يتساهل فيها الشباب في أماكن التجمعات الطلابية مثلا.مناقشة موضوع السيدا مع شريكك في الممارسة الجنسية ومع سائر أفراد العائلة حتى يتزوّدوا بالمعلومة الصحيحة ويتعلّموا حماية أنفسهم من الأمراض.مطالبة الممرّض ومن يختن الأطفال، والحلاق بتعقيم أدوات عملهم، لأن من صفات هذا الفيروس القاتل، ضعف المقاومة خارج جسم الإنسان أما إذا دخل الجسم فيستأسد.استعمال دقيق للغشاء الواقي لمن يضطرّ إلى ممارسة الجنس مع إيجابي المصل (seropositifs )أو مع من لا يعرف شيئا عن وضعه الصّحي.2) دور المريض :نلتمس من المريض أن يعتبر نفسه مريضا عاديا، وأن يقتنع أن ما أصابه ما كان ليخطئه وما أخطأه ما كان ليصيبه بدلالة قوله تعالى :"قل لن يصيبنا إلا ما كتب اللّه لنا"(15)، "ما أصاب من مصيبة إلا بإذن اللّه"(16).وإذا اقتنع المريض بهذا فإنه يتمثّل قوله تعالى :"الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّ للّه وإنّا إليه راجعون"(17) فيتزوّدون بالصبر أفضل سلاح لمقاومة المرض وفق قوله تعالى :"واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور"(18).ومتى آمن المريض بهذه المبادئ وأنه مرضه كغيره من الأمراض، وان رحمة اللّه قريب من المؤمنين فإنه يجابه مصيره بشجاعة ويجنّد نفسه لمكافحة هذا الدّاء القاتل فيلتزم بواجبات معنوية إزاء غيره من أوكدها :إعلام شريكه في الممارسة الجنسية بمرضـه، واستعمـال الأغشيـة الواقيـة (ِCodom) الامتناع عن مشاركة غيره في أدوات الحلاقة والتجميل (فرشاة اسنان – مقص – شفرات حلاقة – مبارد ....) وكلّما استعملها عقّمها.يتولّى بنفسه تطهير جرحه وتضميده.يعلم طبيب الأسنان وكل من يشرف على علاجه بإصابته وتتجنّب المرأة المصابة الحمل. وقد يصبح هذا المريض من الّذين يحذرون دون غيرهم من خطر العدوى.3) دور الأسرة والمجتمع في معاملة المريض :تنادي كل الدّيانات بتكريم الإنسان مهما كان لونه أو جنسه أو عرقه أو دينه أو مرضه، ففي الإسلام، يقول تعالى :"ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"(19).ونحن كمؤمنين نقتدي بهدي اللّه، ولسنا في هذه الدّنيا لنحاسب النّاس على أفعالهم أو لنتشفّى فيهم ونهينهم، لأن الإهانة والتكريم بيد اللّه وحده " ومن يهن اللّه فماله من مكرم"(20).واللّه كرم الإنسان وجاءت اللفظة في القرآن بصيغة العموم " ولقد كرّمنا بني آدم" مسلمهم ويهودهم ومسيحهم موحّدهم ومشركهم، لأن ذرية آدم مختلف العقائد والألوان والمذاهب.والكريم من صفات اللّه وأسمائه، وهو الكثير الخير والجواد المعطي الّذي لا ينفذ عطاؤه، وهو الكريم المطلق الكرم، الجامع لأنواع الخير والشرّ والفضائل"(21) فلا أقل من أن نقتدي بهذه الصفات فتكرم الإنسان لتكريم اللّه له.ومن ثم نقيم الصلوات، ونكثر الأدعية ليخفف اللّه عنّا هذا الوباء ويمنّ على مرضانا بالشفاء العاجل، ويحمي أبناءنا وإخواننا من العدوى إنه على كل شيء قدير.نضع في اعتبارنا كأسر ومجتمعات أن المصابين بمرض السيدا في حاجة ماسّة إلى التواصل مع الناس، وإلى الإحاطة بهم مادّيا وبسيكولوجيا، لأن مجرّد علمهم بالإصابة يبعث فيهم الشعور باليأس والإحباط والحيرة التي ترسخ لديهم الخوف من المستقبل، فهم أحوج النّاس إلى من يستمع إليهم، ويرافقهم ليؤانسهم، ويشجّعهم ويأخذ بيدهم.نوضّح لهم أن الآجال بيد اللّه " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"(22) ليمتحن صبر الإنسان، وأن الأنبياء والرّسل أصيبوا بالمرض وأفضل نموذج على الصبر سيدنا يعقوب عليه السلام، ولو كان المرض عقوبة من اللّه لما أصاب أنبياءه ورسله.دورنا أن نبعث فيهم الأمل لأن البحث عن علاج ناجع مازال متواصلا، ولعلّ العلماء يصلون إلى اكتشاف هذا الدّواء، فباب العلم مفتوح، وأملنا في اللّه لا ينقطع ، وقد نجح العلم في علاج أمراض كانت مستعصية قديما كالكوليرا، والشلل والجدري وغيرها، فقد يأتي يوم يتحقق فيه أمل الإنسانية في إيجاد دواء لفيروس فقدان المناعة.أن يتعاون لردّ تهمة العار والتمييز عن المرضى، وإقناع النّاس أن ينظروا إلى هذا المرض كنظرتهم إلى غيره من الأمراض التي يصاب بها الإنسان، فلا أحد يخاف من مرض القلب أو السكري أو غيره. ولا يوجد أي داع للخوف من المريض وتجنبه فهم مرضى كسائر المرضى، ولا تنتقل منهم العدوى إلا بالطرق المعروفة والتي حدّدها الطب ويمكن تجنّبها (الاتصال الجنسي، نقل الدّم، الحقن) ولهذا لا يمكن عزلهم، ويمكن مصافحتهم والجلوس معهم ومخالفتهم.نؤكّد أن هؤلاء المرضى في حاجة أكيدة إلى العلاج هم وأسرهم بغضّ النظر عن مسؤوليتهم عن إصابتهم أم لا.ونؤكّد أن من حقّهم مواصلة العيش في محيطهم، والمشاركة في مختلف الأنشطة اليومية وفق قدراتهم الجسدية وكل مربّ وطبيب ورجل دين مدعو إلى تشجيع مثل هذا التعايش وسط المحيط وخاصة وسط العائلة وأن ينعم برعاتها وحنانها كل مصاب بالسيدا.ومن حق الطفل المصاب بالمرض أن يلتحق بالمدرسة ويقاسم زملاءه مقاعد الدّراسة، ويشاركهم في اللعب والمرح وقت الرّاحة دون أن يشكّل عليهم خطرا.ومن حق العامل المصاب بالمرض أو يواصل عمله وأن يعيش وسط زملائه دون خوف من العدوى لأن طرق العدوى معرفة كما قلنا.والمطلوب من المؤسسات الدّينية أن تساعد هؤلاء المرضى مادّيا وروحيا، وأن تتصل بصانعي القرار في بلدانهم ليأخذوا في الاعتبار هذه المساعدة، ويولوا هذا المرض أهمية خاصة ومطلوب من هذه المؤسسات أيضا لتناضل حتّى تأخذ مساحة إعلامية على الشاشات المرئية تبث منها توجيهات للتوعية والتنبيه لمخاطر هذا الدّاء إلى جانب ما يقال في المساجد والكنائس.نتائج هذا البحث : | |
|