ثمّ تحدّثت عن كيفيّة تعرّفها على الإسلام ، فقالت :
«حدث هذا أثناء إحدى جولاتي التنصيرية ، إذ ذهبتُ إلى إحدى الاُسَر الفلسطينية المسلمة المقيمة في استراليا متحدِّثة إليهم عن النصرانية، فإذا بهم يقرأون عليَّ معاني سورة «مريم» بالإنكليزية، فلم أتمالك نفسي وانتابتني نوبة من البكاء الشديد ، ومنذُ تلك اللّحظة استقرّ الإسلام في قلبي ، فتوجّهتُ للكنيسة ، وأعلنتُ فيها اسلامي ، فقاطعني أهلي نحو عامين ، إلاّ أ نّني لم آبه لذلك ، وانقطعتُ لدراسة الإسلام والقرآن خمس سنوات ، والتحقتُ بالجامعة لأوكِّد لنفسي حسن اختياري ، ثمّ درستُ العقائد المخالفة، وعندمـا قرّرتُ إعلان الشّهادة، ذهبتُ إلى مركز إسلامي يبعد 80 كيلومتراً، وهناك تعلّمت كيف أؤدِّي فرائض الإسلام، وارتديتُ الزّي الإسلامي، وبدأتُ رحلة في دراسة العلوم الشرعية ، ثمّ تفرّغت للعمل التبليغي ، داعية إلى الإسلام» (40) .
ويتحدّث المحامي الأيطالي عن قصّة اسلامه فيقول :
«إسمي روزايو باسكويني،عمري53سنة،مارستُ المحاماة مدّة عشر سنوات،ابتداءً من عام 1957م،عملتُ أوّلاً في السياسة ثمّ بدأتُ دراسة الأديان للبحث عن الحقيقة،وكان ذلك عام 1970م،وقد تعرّفتُ عام1973م على شخص مصري،تعرّفتُ من خلاله على بعض مبادئ الإسلام.ثمّ دخلتُ معه في نقاشات موسّعة،ثمّ دراسات معمّقة أدّت إلى اعتناقي الاسلام.
كنتُ أعيش مثل كلّ الغربيين ، لا عقيدة لي . كنتُ كاثوليكياً غير مُلتزم، علمانيّاً، ثمّ اتّجهتُ بادئ الأمر اتّجاهاً يمينياً ، وانتميتُ إلى الحزب الديمقراطي المسيحي ، ثمّ عدلتُ لالتزم أقصى اليسار، فانتسبتُ إلى الحزب الشيوعي المتطرِّف . لكنّني لم أجد كبير فرق بين الطروحات . فقط الأسماء تختلف إلاّ أنّ كلا الاتّجاهين في الحقيقة يهدفان إلى استعباد الإنسان ، كما أ نّهما لا يقدِّمان أيّ حلول لمشاكل البشريّة .
لقد حصل انقلاب كبير في حياتي.أصبحت نفسي عامرة بالإيمان وبدأتُ أشعر باطمئنان نفسي كبير.ابتعدتُ عن شرب الخمر فوراً وكذلك التدخين،وأخذتُ أشعر بأنِّي أتغلّب على الغريزة،وإنِّي أمتلك رصيداً كبيراً يمكِّنني من مواجهة صعوبة الحياة الغربية وقذارتها،كما أنّ نظرتي للحياة ولمفهوم الحياةاختلف بشكل جذري،وقد توّجتُ ذلك بأداء فريضةالحج هذا العام.
وقد تمكّنتُ حتّى الآن من إقناع400شخص بالفكر الإسلامي وقد اعتنقوا جميعاً الإسلام، وهم الآن يُطبِّقونه،ويلتزمون به بجدّ وإخلاص،وأنا الآن اُواصل جهودي في الدّعوة وأسأل الله التوفيق.
كما وجّهتُ دعوة مفتوحة للإيطاليين للمجيء إلى المركز كل يوم أحد لتعريفهم بالإسلام على طريقة سؤال وجواب ، وهذه الطريقة أثبتت فعاليتها والحمد لله ، ونحن نستقبل دائماً عدداً كبيراً من الباحثين عن الحقيقة .
وانّ حوالى 3 ـ 4 آلاف شخص إيطالي اعتنقوا الدِّين الإسلامي حتّى الآن .
اُلاحظ أنّ العدد قليل قياساً إلى فرنسا ، مثلاً ، حيث أسلَمَ حوالى 200 ألف فرنسي ، مع ملاحظة أنّ عدد السكّان متماثل في كلا البلدين ؟ » .
وفي حديث البروفسور الأميركي ريكيفول عن إسلامه يقول :
«إنّ يُسر الإسلام ، وعظمة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبب هدايتي (41) .
وثمّة أسباب كثيرة جذبتني ودفعتني نحو الإسلام ، بعضها واضح ومؤكّد ، وبعضها يستدعي البحث في عمق النفس البشريّة .
عندما رجعتُ إلى القرآن وسيرة محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) للاطلاع عليهما ، أثارت اهتمامي نقاط واُمور معيّنة : بساطة الدِّين الإسلامي وسماحته ويسره . فهذا الدِّين ليس معقّداً ومَن يفهمه ويستوعبه عن طريق العقل والتدبّر في الخلق . ويأخذ هذين الأمرين بنظر الاعتبار يغدو الانسان مؤمناً حقيقياً بالله تعالى . وحين يعرف المرء خالقه ويقرّ بوجوده فإنّ الإسلام يعلّمه : (وَنَحْنُ أقْرَبُ إلَيْهِ مِن حَبْلِ الوَرِيد )سوره ق : 16 .
انظر كيف يتحدّث القرآن الكريم عن الله تعالى : (وإذا سَألَكَ عِبادي عَنِّي فإنِّي قَريبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إذا دَعانِ ) سورة البقرة : 186 .
وعلى هذا ، وبناءً على روح الدِّين الإسلامي ، فليس ثمة حاجة لوسيط بين الله وعباده ، كما أ نّه لا حاجة لوجود قسِّيس أو رجل دين
لكي تُقبَل التوبة أو لكي يتم أداء الصّلوات.(وللهِِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ ، فأيْنَما تُولُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)سورة البقرة : 115 .
وموقف الإسلام إزاء أعدائه ومعارضيه ، سواء زمن السلم أو الحرب ، وسواء تجاه اليهود أو المسيحيين ، والتسامح الّذي قابله به هما من الرّوعة بحيث انجذبت إلى الإسلام تلقائياً .
والطّابع الإنساني في كلّ الأحكام الإسلامية وكذلك في تعاليمه،هو واضح ويبعث على الإعجاب.
فكلّ الناس هم متساوون أمام الله ، رغم كلّ الفوارق الّتي تفصل بينهم. وما مِن أحد مُفضّل أو متفوِّق على الآخر بسبب جنسه أو ثروته أو لونه . الكرامة والفضيلة فقط هما اللّتان تمنحاننا التفوّق والفضل .
والأغنياء مُلزَمون شرعاً بدفع الزّكاة عن أموالهم للفقراء والمعوزين.
ولا يعيق الإسلام المؤمنين به عن التقدّم في طريق الحضارة والرّقي ... بل يأمرهم أن يتّبعوا بشكل عقلاني ركب التقدّم والثقافة .
والإسلام لا يحرِّم الإفادة من الحـياة(وابْتَغِ فيما آتاكَ اللهُ الدّارَ الآخِرَةَ ولا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنيا) القصص : 77. ( قُلْ مَن حَرَّم زينةَ اللهِ الّتي أخرجَ لِعبادِهِ والطّيِّبات مِنَ الرِّزْق ) الأعراف: 32».
وهذا الصحفيّ الفرنسيّ الشّهير «تيري دو بومون» يروي قصّة إسلامه فيقول(42) :
«كان نسيبي(الكونت دو)يجسِّد بالنسبة إليَّ التراث الفرنسي،أو بمعن أدق(فرنسا الملكيّة) ببلاطها وجهازها الكهنوتي وما إلى ذلك.وقد كان فيما مضى يشغل منصب مدير مكتب البابا
بولس السادس وهو معروف بحبِّه الشّديد للعلوم الدينية والماورائية ، كذلك بولعه البالغ باقتناء التحف الفنيّة والتماثيل وغيرها .
وغالباً ما كان يُحدِّثنا في الجلسات العائلية ، عن تفاصيل اللّوحات الشّهيرة وخاصّة اللّوحات التي تُظهِر السيِّدة العذراء كتلك الموضوعة في الكنائس ، ويعود بنا في أحاديثه إلى أسـاطير وروايات الأزمان الغابرة ، خاصّة ما يتعلّق منها بأخبار القدِّيسين والكهنة .
وحصلت المفاجأة الكُبرى أثناء إحدى الولائم العائلية عندما وقف فجأة وصرخ : (يسوع ابن الله، مريم والدة الله) ، هذا كلام سخيف لم يعد باستطاعتنا تحمّله ، إنّه مُؤلِم . دعكم من كلِّ هذا . ليس لله اُمٌّ ولا ولد . ليس من المعقول أن ينزل الله إلى الأرض ويعيش في الشوارع يوزِّع الأعاجيب على سكّان القدس .
وهنا بُهِتَ الموجودون، وعلت الدّهشة الوجوه، وحاروا في اُمورهم. فأعلن (الكونت دو) أ نّه ترك المسيحية واعتنق الاسلام .
وهكذا انضمّ إلى القافلة الكبيرة التي منها : (الكومندان كوستو) ، (موريس بيجار) ، (روجيه غارودي) ، (دوران سـوفلان) ، (فانسـان مونتيل)، والتي تحوّلت إلى الاسلام. وأنا أيضاً اعتقدتُ أنِّي سوف أتحوّل قريباً : مفكِّرون ، فنّانون ، مُغامِرون ، يتحوّلون بالعشرات ، والشباب بالمئات .
دفعني الفضول لزيارة (الكونت دو)، فذهبتُ إليه. داره أشبه بمتحف: رسوم قديمة ، تحف تاريخـية تعود للقرن الثامن عشر ، تماثيل ، وهي بالحقيقة تدعو للذّهول. أخرجني (الكونت) من تأمّلاتي ، وهو يدعوني لزيارة غرفة صلاته ، فسرتُ وراءه في دهليز مُظلِم ينتهي بغرفة ، فتحها وإذا فيها كرسي واحد وسجّادة . أمّا الجدران فكانت مزدانة بصور بعض علماء المسلمين . وبعض أشهر المفكِّرين عندهم . تناول (الكونت) مصحفه وقال : الاسلام هو آخر الديانات ، وهو يعترف بالمسيحية واليهودية كونهما ديانتين سماويّتين فيحترمهما ويجلّ أنبياءهما. وبدأ يحدِّثني عن الاسلام . لقد كان (الكونت) مقتنعاً . فبدأتُ تراودني أفكار : فلعلّ الاسلام يكون هو الجواب على كلّ تساؤلاتي العقائدية الّتي بدأت بعد أن تخلّيتُ عن الايمان بالمسيحية . فأنا أصلاً لم أكن مُقتنعاً بالإنجيل الحالي ولا باُلوهيّة المسيح ، ولا بكلِّ تلك الاُمور الّتي كانوا يجبروننا على الاقتناع بها. منذ سنوات وأنا أبحث عن الحقيقة، وها أنا الآن أشعر وكأنِّي قد وصلت. كنتُ أكره أشياء في تعاليم الكنيسة: عبادة صور القدِّيسين والصِّلبان ، النظام الطّبقي الكهنوتي ، الأعاجيب الخرافيّة ، من هذا المنطلَق قرّرتُ دراسة الاسلام .
لقد كان عندي في الماضي بعض المخاوف من الاسلام ، إلاّ أنّ كلّ شيء انمحى أمام حرارة وصدق هؤلاء المسلمين ..
لقد أدخلوني فجأة في العالَم الرّوحاني الّذي كنتُ أبحث عنه منذ زمن .
وهكذا وجدتُ نفسي متحوِّلاً إلى الاسلام .
والفضل يعود إلى (أيّوب) ، الّذي طلّق زوجته فداءً لعقيدته . لقد اُعجِبْتُ به كثيراً ، واُعجِبْتُ بصلابة إيمانه ، فأحسستُ بانشراح كبير في نفسي . ومن ثمّ بدأتُ بتعلّم القرآن كما تعلّمتُ أن اُصلِّي بمُفردي .
ثمّ تحدّثت عن كيفيّة تعرّفها على الإسلام ، فقالت :
«حدث هذا أثناء إحدى جولاتي التنصيرية ، إذ ذهبتُ إلى إحدى الاُسَر الفلسطينية المسلمة المقيمة في استراليا متحدِّثة إليهم عن النصرانية، فإذا بهم يقرأون عليَّ معاني سورة «مريم» بالإنكليزية، فلم أتمالك نفسي وانتابتني نوبة من البكاء الشديد ، ومنذُ تلك اللّحظة استقرّ الإسلام في قلبي ، فتوجّهتُ للكنيسة ، وأعلنتُ فيها اسلامي ، فقاطعني أهلي نحو عامين ، إلاّ أ نّني لم آبه لذلك ، وانقطعتُ لدراسة الإسلام والقرآن خمس سنوات ، والتحقتُ بالجامعة لأوكِّد لنفسي حسن اختياري ، ثمّ درستُ العقائد المخالفة، وعندمـا قرّرتُ إعلان الشّهادة، ذهبتُ إلى مركز إسلامي يبعد 80 كيلومتراً، وهناك تعلّمت كيف أؤدِّي فرائض الإسلام، وارتديتُ الزّي الإسلامي، وبدأتُ رحلة في دراسة العلوم الشرعية ، ثمّ تفرّغت للعمل التبليغي ، داعية إلى الإسلام» (40) .
ويتحدّث المحامي الأيطالي عن قصّة اسلامه فيقول :
«إسمي روزايو باسكويني،عمري53سنة،مارستُ المحاماة مدّة عشر سنوات،ابتداءً من عام 1957م،عملتُ أوّلاً في السياسة ثمّ بدأتُ دراسة الأديان للبحث عن الحقيقة،وكان ذلك عام 1970م،وقد تعرّفتُ عام1973م على شخص مصري،تعرّفتُ من خلاله على بعض مبادئ الإسلام.ثمّ دخلتُ معه في نقاشات موسّعة،ثمّ دراسات معمّقة أدّت إلى اعتناقي الاسلام.
كنتُ أعيش مثل كلّ الغربيين ، لا عقيدة لي . كنتُ كاثوليكياً غير مُلتزم، علمانيّاً، ثمّ اتّجهتُ بادئ الأمر اتّجاهاً يمينياً ، وانتميتُ إلى الحزب الديمقراطي المسيحي ، ثمّ عدلتُ لالتزم أقصى اليسار، فانتسبتُ إلى الحزب الشيوعي المتطرِّف . لكنّني لم أجد كبير فرق بين الطروحات . فقط الأسماء تختلف إلاّ أنّ كلا الاتّجاهين في الحقيقة يهدفان إلى استعباد الإنسان ، كما أ نّهما لا يقدِّمان أيّ حلول لمشاكل البشريّة .
لقد حصل انقلاب كبير في حياتي.أصبحت نفسي عامرة بالإيمان وبدأتُ أشعر باطمئنان نفسي كبير.ابتعدتُ عن شرب الخمر فوراً وكذلك التدخين،وأخذتُ أشعر بأنِّي أتغلّب على الغريزة،وإنِّي أمتلك رصيداً كبيراً يمكِّنني من مواجهة صعوبة الحياة الغربية وقذارتها،كما أنّ نظرتي للحياة ولمفهوم الحياةاختلف بشكل جذري،وقد توّجتُ ذلك بأداء فريضةالحج هذا العام.
وقد تمكّنتُ حتّى الآن من إقناع400شخص بالفكر الإسلامي وقد اعتنقوا جميعاً الإسلام، وهم الآن يُطبِّقونه،ويلتزمون به بجدّ وإخلاص،وأنا الآن اُواصل جهودي في الدّعوة وأسأل الله التوفيق.
كما وجّهتُ دعوة مفتوحة للإيطاليين للمجيء إلى المركز كل يوم أحد لتعريفهم بالإسلام على طريقة سؤال وجواب ، وهذه الطريقة أثبتت فعاليتها والحمد لله ، ونحن نستقبل دائماً عدداً كبيراً من الباحثين عن الحقيقة .
وانّ حوالى 3 ـ 4 آلاف شخص إيطالي اعتنقوا الدِّين الإسلامي حتّى الآن .
اُلاحظ أنّ العدد قليل قياساً إلى فرنسا ، مثلاً ، حيث أسلَمَ حوالى 200 ألف فرنسي ، مع ملاحظة أنّ عدد السكّان متماثل في كلا البلدين ؟ » .
وفي حديث البروفسور الأميركي ريكيفول عن إسلامه يقول :
«إنّ يُسر الإسلام ، وعظمة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبب هدايتي (41) .
وثمّة أسباب كثيرة جذبتني ودفعتني نحو الإسلام ، بعضها واضح ومؤكّد ، وبعضها يستدعي البحث في عمق النفس البشريّة .
عندما رجعتُ إلى القرآن وسيرة محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) للاطلاع عليهما ، أثارت اهتمامي نقاط واُمور معيّنة : بساطة الدِّين الإسلامي وسماحته ويسره . فهذا الدِّين ليس معقّداً ومَن يفهمه ويستوعبه عن طريق العقل والتدبّر في الخلق . ويأخذ هذين الأمرين بنظر الاعتبار يغدو الانسان مؤمناً حقيقياً بالله تعالى . وحين يعرف المرء خالقه ويقرّ بوجوده فإنّ الإسلام يعلّمه : (وَنَحْنُ أقْرَبُ إلَيْهِ مِن حَبْلِ الوَرِيد )سوره ق : 16 .
انظر كيف يتحدّث القرآن الكريم عن الله تعالى : (وإذا سَألَكَ عِبادي عَنِّي فإنِّي قَريبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إذا دَعانِ ) سورة البقرة : 186 .
وعلى هذا ، وبناءً على روح الدِّين الإسلامي ، فليس ثمة حاجة لوسيط بين الله وعباده ، كما أ نّه لا حاجة لوجود قسِّيس أو رجل دين
لكي تُقبَل التوبة أو لكي يتم أداء الصّلوات.(وللهِِ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ ، فأيْنَما تُولُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)سورة البقرة : 115 .
وموقف الإسلام إزاء أعدائه ومعارضيه ، سواء زمن السلم أو الحرب ، وسواء تجاه اليهود أو المسيحيين ، والتسامح الّذي قابله به هما من الرّوعة بحيث انجذبت إلى الإسلام تلقائياً .
والطّابع الإنساني في كلّ الأحكام الإسلامية وكذلك في تعاليمه،هو واضح ويبعث على الإعجاب.
فكلّ الناس هم متساوون أمام الله ، رغم كلّ الفوارق الّتي تفصل بينهم. وما مِن أحد مُفضّل أو متفوِّق على الآخر بسبب جنسه أو ثروته أو لونه . الكرامة والفضيلة فقط هما اللّتان تمنحاننا التفوّق والفضل .
والأغنياء مُلزَمون شرعاً بدفع الزّكاة عن أموالهم للفقراء والمعوزين.
ولا يعيق الإسلام المؤمنين به عن التقدّم في طريق الحضارة والرّقي ... بل يأمرهم أن يتّبعوا بشكل عقلاني ركب التقدّم والثقافة .
والإسلام لا يحرِّم الإفادة من الحـياة(وابْتَغِ فيما آتاكَ اللهُ الدّارَ الآخِرَةَ ولا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنيا) القصص : 77. ( قُلْ مَن حَرَّم زينةَ اللهِ الّتي أخرجَ لِعبادِهِ والطّيِّبات مِنَ الرِّزْق ) الأعراف: 32».
وهذا الصحفيّ الفرنسيّ الشّهير «تيري دو بومون» يروي قصّة إسلامه فيقول(42) :
«كان نسيبي(الكونت دو)يجسِّد بالنسبة إليَّ التراث الفرنسي،أو بمعن أدق(فرنسا الملكيّة) ببلاطها وجهازها الكهنوتي وما إلى ذلك.وقد كان فيما مضى يشغل منصب مدير مكتب البابا
بولس السادس وهو معروف بحبِّه الشّديد للعلوم الدينية والماورائية ، كذلك بولعه البالغ باقتناء التحف الفنيّة والتماثيل وغيرها .
وغالباً ما كان يُحدِّثنا في الجلسات العائلية ، عن تفاصيل اللّوحات الشّهيرة وخاصّة اللّوحات التي تُظهِر السيِّدة العذراء كتلك الموضوعة في الكنائس ، ويعود بنا في أحاديثه إلى أسـاطير وروايات الأزمان الغابرة ، خاصّة ما يتعلّق منها بأخبار القدِّيسين والكهنة .
وحصلت المفاجأة الكُبرى أثناء إحدى الولائم العائلية عندما وقف فجأة وصرخ : (يسوع ابن الله، مريم والدة الله) ، هذا كلام سخيف لم يعد باستطاعتنا تحمّله ، إنّه مُؤلِم . دعكم من كلِّ هذا . ليس لله اُمٌّ ولا ولد . ليس من المعقول أن ينزل الله إلى الأرض ويعيش في الشوارع يوزِّع الأعاجيب على سكّان القدس .
وهنا بُهِتَ الموجودون، وعلت الدّهشة الوجوه، وحاروا في اُمورهم. فأعلن (الكونت دو) أ نّه ترك المسيحية واعتنق الاسلام .
وهكذا انضمّ إلى القافلة الكبيرة التي منها : (الكومندان كوستو) ، (موريس بيجار) ، (روجيه غارودي) ، (دوران سـوفلان) ، (فانسـان مونتيل)، والتي تحوّلت إلى الاسلام. وأنا أيضاً اعتقدتُ أنِّي سوف أتحوّل قريباً : مفكِّرون ، فنّانون ، مُغامِرون ، يتحوّلون بالعشرات ، والشباب بالمئات .
دفعني الفضول لزيارة (الكونت دو)، فذهبتُ إليه. داره أشبه بمتحف: رسوم قديمة ، تحف تاريخـية تعود للقرن الثامن عشر ، تماثيل ، وهي بالحقيقة تدعو للذّهول. أخرجني (الكونت) من تأمّلاتي ، وهو يدعوني لزيارة غرفة صلاته ، فسرتُ وراءه في دهليز مُظلِم ينتهي بغرفة ، فتحها وإذا فيها كرسي واحد وسجّادة . أمّا الجدران فكانت مزدانة بصور بعض علماء المسلمين . وبعض أشهر المفكِّرين عندهم . تناول (الكونت) مصحفه وقال : الاسلام هو آخر الديانات ، وهو يعترف بالمسيحية واليهودية كونهما ديانتين سماويّتين فيحترمهما ويجلّ أنبياءهما. وبدأ يحدِّثني عن الاسلام . لقد كان (الكونت) مقتنعاً . فبدأتُ تراودني أفكار : فلعلّ الاسلام يكون هو الجواب على كلّ تساؤلاتي العقائدية الّتي بدأت بعد أن تخلّيتُ عن الايمان بالمسيحية . فأنا أصلاً لم أكن مُقتنعاً بالإنجيل الحالي ولا باُلوهيّة المسيح ، ولا بكلِّ تلك الاُمور الّتي كانوا يجبروننا على الاقتناع بها. منذ سنوات وأنا أبحث عن الحقيقة، وها أنا الآن أشعر وكأنِّي قد وصلت. كنتُ أكره أشياء في تعاليم الكنيسة: عبادة صور القدِّيسين والصِّلبان ، النظام الطّبقي الكهنوتي ، الأعاجيب الخرافيّة ، من هذا المنطلَق قرّرتُ دراسة الاسلام .
لقد كان عندي في الماضي بعض المخاوف من الاسلام ، إلاّ أنّ كلّ شيء انمحى أمام حرارة وصدق هؤلاء المسلمين ..
لقد أدخلوني فجأة في العالَم الرّوحاني الّذي كنتُ أبحث عنه منذ زمن .
وهكذا وجدتُ نفسي متحوِّلاً إلى الاسلام .
والفضل يعود إلى (أيّوب) ، الّذي طلّق زوجته فداءً لعقيدته . لقد اُعجِبْتُ به كثيراً ، واُعجِبْتُ بصلابة إيمانه ، فأحسستُ بانشراح كبير في نفسي . ومن ثمّ بدأتُ بتعلّم القرآن كما تعلّمتُ أن اُصلِّي بمُفردي .