منتديات البكيرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات البكيرة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الناسور مرض عضوي و مأساة اجتماعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ninja_khalid
عضو أساســــــــــي
عضو  أساســــــــــي



عدد الرسائل : 208
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 12/01/2007

الناسور مرض عضوي و مأساة اجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: الناسور مرض عضوي و مأساة اجتماعية   الناسور مرض عضوي و مأساة اجتماعية Icon_minitimeالإثنين يناير 15, 2007 4:19 pm

الناسور مرض عضوي و مأساة اجتماعية




[color=#0000ff]الناسور مرض عضوي و مأساة اجتماعية T_96a6f5e5-54f2-4992-815e-3796b17dd464


[color:ad7f=#000000:ad7f]صورة تظهر المكان الذي يصاب بالناسور نادية فارس:
زوجت أبريه في ربيعها الثامن عشر من رجل يكبرها سنا و انتقلت للعيش معه في منطقة ريفية نائية باثيوبيا. بعد شهورمن زواجها حملت أبريه. كان الحمل تجربة قاسية و متعبة للغاية لعدم توفر المتابعة الطبية من جهة و لعدم وعيها للأمور البسيطة التي يتوجب على الحامل اتباعها من جهة ثانية. الولادة كانت عسيرة لذلك اضطر أهلها لبيع عنزة لنقلها الى اقرب مستشفى. بعد ستة ساعات وصلت الى المستشفى و كان الأوان قد فات. ولد طفلها ميتا. لازمت أبريه الفراش لأربعة اسابيع. ولم تكن تستطيع المشي لضعف جسمها و لم تكن قادرتا على السيطرة على تبولها. و تبين أنها أصيبت بناسور الولادة. هن كثيرات مثل أبريه، مليوني مصابة يضاف اليها كل سنة 50000 الى 100000 مريضة. و الرقم لا يعكس الواقع لآنه يمثل فقط عدد اللاواتي يلجأن الى المراكز الصحية لطلب العلاج.
الناسور، و هو حالة مرضية متفشية في عدد من البلدان النامية، ينتج عن تلف في الأنسجة. أغلب المصابات يكن قد زوجن في سن صغيرة و يعانين من سوء التغدية. عندما يحين وقت الولادة يكون المخاض عسيرا و قد يدوم عدة أيام. حوض الأم (أو الفتاة) صغير مقارنة مع حجم رأس الطفل. و يؤدي ضغط الرأس على الحوض الى قطع امداد الدم الى الأنسجة الرقيقة المحيطة بالمثانة و الشرج و المهبل. تلف هذه الأنسجة يسبب فتحة او ما يسمى ناسورا. اذا وجدت الفتحة بين المهبل و المثانة تفقد المرأة السيطرة على تبولها في حين تفقد السيطرة على تبرزها اذا تمركزت الفتحة بين المهبل و الشرج. و في أغلب الأحيان يولد الطفل ميتا. كارثة يمكن تفاديها لو أجريت عملية قيصرية و لكن معظم النساء في هذه المناطق الريفية يلدن في بيوتهن و بدون الاستعانة بأخصائي.

غياب الرعاية الملائمة خلال الحمل و عند الولادة و صغر سن الأم و سوء التغدية و تعسر المخاض لفترة مطولة، كلها أسباب تؤدي الى الاصابة بهذا المرض الذي ينجم عنه مأساة اجتماعية. أسباب أخرى غير مباشرة كالفقر، و قلة الوعي، و عدم توفر البنية التحتية كالمستوصفات في المناطق الريفية تضاعف امكانية الاصابة و تفشي هذا المرض.
و لأنه يؤدي الى سلس البول أوالغائط او كليهما بصورة مزمنة طويلة الأمد، تنبذ المرأة المصابة. تماما كدفنها حية، فان المجتمع يعاقبها و هي الضحية. في غالب الحالات، يهجرها زوجها، و يتخلى عنها اهلها، حتى العاملين بالمستشفيات "يحتقرونها' لأنها غير" نظيفة". العزلة و تضاؤل فرص العمل قد تؤديان ببعض المصابات الى التسول أو الانحراف للعيش.
من الناحية الطبية، يسبب الناسور، اذا لم يعالج، قصورا كلويا. كما يؤدي التلف الذي يحدث في أعصاب الساقين إلى عجز بعض النساء عن السير. و لان النساء المصابات لا يعرفن بوجود علاج أو لا يقدرن على تحمل التكاليف (تكلفة العملية تتراوح من 100 الى 400 دولار أميركي) يكون مصيرهن الموت.
تجدر الاشارة الى أن الناسور تم القضاء عليه في أميركا و أوروبا نظرا لتطور و تحسن الظروف الصحية للمراة. لكنه لا يزال منتشرا في افريقيا جنوب الصحراء، و بعض البلدان الآسيوية و العربية، حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي ينظم منذ 2003 حملة للقضاء على هذا المرض تشمل 30 بلد افريقيا، أسيويا و عربيا من بينها بنين، مالاوي، مالي، موزامبيق، نيجر، نيجيريا، أوغنداو زامبيا، السودان، اليمن، الهند و بنغلادش.
الوقاية خير من العلاج
و تبقى الوقاية هي الحل الوحيد للقضاء على هذا المرض. الدولة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية حيث يجب امداد المناطق الريفية بالبنيات التحتية للاسعاف و التطبيب و بذلك يتم تامين المتابعة الطبية للمرأة أثناء الحمل و خلال الولادة. و يبدو من الضروري التحسيس و التوعية بتنظيم الأسرة خصوصا في البلاد الفقيرة، و بتأخير سن الزواج، حيث مجمل النساء المصابات زوجن في عمر يتراوح بين 10 و15 سنة. و اخيرا يجب تحسين تغذية الفتيات لان ضعف قواهن الجسدية يؤدي الى تعقيدات أثناء الولادة.
علاج الناسور يستدعي عملية تبلغ نسبة نجاحها 90 في المئة و تتطلب متابعة طبية لتفادي انفتاح الناسور من جديد. غالبية هذه العمليات يتم اجراؤها من قبل أطباء زائرين ناشطين في جمعيات خيرية، لذلك من الضروري تكوين أطباء محليين قادرين على اجراء هدا النوع من العمليات.
عندما نسمع لأول مرة عن الناسور، قد نرغب في تغيير الموضوع و تفادي معرفة المزيد عن هذا الامر. فالمرض يخص أناسا بعيدين عنا جغرافيا. الموضوع غير محبذ و هذا ما يفسر ان المرض غير معروف و أن التطرق اليه و تناوله يكون موسميا في وسائل الاعلام، يعني كلما اصدرت منظمة الصحة العالمية أو صندوق الأمم المتحدة تقريرا حوله، او كلما لفتت شخصية معروفة كأنجيلينا جولي الانتباه اليه.
مرض الناسور واقع تعيشه العديد من النساء، مضاعفاته الصحية و الاجتماعية تحطم المراة المصابة جسديا و نفسيا و ماديا. ولحسن الحظ أن هناك جمعيات محلية و عالمية مثل جمعية "انجندر هيلث" و "ويمن دنييني" بالاضافة الى "اليو ان اف بي اي" صندوق الامم المتحدة، يتكفلن بتطبيب النساء المصابات و بايجاد حلول ناجعة للحد من المرض و الوقاية منه.

أبريه، كانت لقصتها نهاية سعيدة. الطبيب المشرف على حالتها أرشد أهلها الى مستشفى خاص بعلاج الناسور في أديس أبابا. تحمل أهلها أعباء و مصاريف نقلها الى هذا المستشفى في حين تخلى زوجها عنها. وأجريت لها عملية تكللت بالنجاح و أثناء تمثلها للشفاء تعلمت القراءة و الحياكة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.azrarag2.skyblog.com
 
الناسور مرض عضوي و مأساة اجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البكيرة :: منتدى الدراسات والمناهج التعاليمية-
انتقل الى: